في هذا المقال شرح مبسط جداً لمفهوم السببية، ولكنه تبسيط مخل! أعمل على مقال عن السببية، وحين أنتهي منه سأضع رابطاً له.
نبدأ بسؤال في منتهى الأهمية و هو: هل هناك علاقة سببية أو شرطية بين الدين و التقدم الحضاري؟
والعلاقة السببية تتميز بشيئين أولهما هو ارتباط الحدوث والثاني هو التتابع الزمني. بمعنى أن السبب والمُسَبَّب يرتبط وجود أحدهما بالآخر ارتباطاً قوياً من الناحية الإحصائية، أو بمعنى آخر أن وجود السبب يستتبعه احتمال عالٍ لوجود المُسَبَّب، ووجود المُسَبَّب يستتبعه احتمال عالٍ لوجود السبب (وفي حالة السبب الوحيد فإن وجود المُسَبَّب يستلزم بالضرورة وجود السبب). والتتابع الزمني يعني أن السبب دائماً ما يسبق المُسَبَّب، والعكس غير ممكن. أي أننا لو فرضنا أن الحدث (ح) ينتج من السبب (س)، فإن (س) لا بد أن يسبق زمنياً حدوث (ح)، وحدوث (س) يعني أن احتمال حدوث (ح) كبير، وحدوث (ح) يعني أن احتمال أن (س) قد حدث بالفعل كبير، وإذا كان (س) هو السبب الوحيد للحدث (ح) فإن حدوث (س) يعني أن احتمال حدوث (ح) كبير، وحدوث (ح) يعني حتمية أن (س) قد حدث بالفعل.