يحتاج العقل البشري لأن يرى نظاماً ويرى سبباً ونتيجة، ولا يقنع بالفوضى ولا بعدم وجود أسباب، وذلك لأننا منذ أن نولد نرى النظام في الكون، فالليل والنهار يتعاقبان بلا كلل، وفصول السنة الأربعة تتتابع هي الأخرى، ويكاد يكون كل ما يدركه العقل البشري سبباً لنتيجة واضحة، والعقل يربط بين السبب والنتيجة بحدوث السبب قبل النتيجة في جميع أحوالهما، وفي المثل العربي القديم قالوا ”الَأثَر يدل على المسير والبَعَر يدل على البعير“، وفي العامية المصرية ”ما فيش دخان من غير نار“، فالبحث عن الأسباب هو من الخصائص الأصيلة في العقل البشري، وهو الذي جعل البشر يصلون إلى ما هم عليه من تقدم وعلم.