بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 أبريل 2017

الإسلام يؤذينا: الهوية الإسلامية


المقال السابق: من يمثل الإسلام


الهوية (identity) هي شعور فردي شخصي للإنسان يعبر عن صفاته الجوهرية المميزة له، وهوية الفرد تميزه عن غيره باختلاف بعض صفاته الجوهرية عن صفات الآخرين، كما تجمعه مع غيره بتشابه بعض تلك الصفات مع صفات الآخرين، ولا يوجد إنسان يمكن أن يقال عنه بلا هوية. والكلمة الإنجليزية (وفي اللغات الغربية بوجه عام) مشتقة من اللاتينية المتأخرة identitās التي هي بدورها مشتقة من اللاتينية idem بمعنى ’الشيء نفسه‘ كما في قولنا ”خلف جمال عبد الناصر في رئاسة الجمهورية محمد أنور السادات، وهو نفسه رئيس الجمهورية وقت حرب ١٩٧٣“، والكلمة العربية بهذا المعنى مستحدثة وهي من النسب إلى الضمير ’هُوَ‘، ونطقها لذلك ’هُوِيَّة‘ بضم الهاء وليس بفتحها، أما كلمة ’هُوية‘ بضم الهاء في أصل اللغة فهي تصغير ’هُوَّة‘ وتعني ’البئر‘، وكلمة ’هَوِيَّة‘ بفتح الهاء صيغة مبالغة على وزن ’فعيلة‘ من فعل ’هَوَى‘، وهي المرأة التي تهوى أي تعشق.

الجمعة، 14 أبريل 2017

الإسلام يؤذينا: من يمثل الإسلام؟


المقال السابق: كيف ارتدت مصر النقاب

هذا السؤال يتردد كثيراً، وخصوصاً في العقدين السابقين وبعد انتشار العمليات الإرهابية ذات الدافع الإسلامي، ولعل أشهرها وما أظهر للعالم أن الإسلام فكر إرهابي كان الهجوم على برجي مبنى التجارة العالمي عام ٢٠٠١ وما تلاه من تغيرات على المستوى الدولي لم تترك إنساناً في العالم إلا وكان لها عليه أثر سلبي بشكل أو بآخر، فتغيرت سياسات الدول ونظم تأمين المطارات وصار التنقل من مكان لآخر في العالم أصعب من ذي قبل، واكتسب الفكر الجهادي الإسلامي ثقة في نفسه كما استطاع أن يجتذب الحالمين بعودة مجد الإسلام وعزته متمثلاً في الخلافة.

الخميس، 13 أبريل 2017

الإسلام يؤذينا: كيف ارتدت مصر النقاب

كنت أتحدث مع صديق أعرفه من أكثر من ٢٠ عاماً، وبالطبع كان موضوع الحديث الرئيسي تفجير كنيستين في مصر في مدينتي طنطا والإسكندرية بالأمس، وتطرق الحديث إلى عدة نقاط آثرت أن أجمعها في تدوينة أو أكثر لكي أذكر نفسي بها ولعل أحداً يهتم أن يقرأها.

تطرق الحديث أولاً إلى البديهي: الإسلام ودوره في بث الكراهية في النفوس وتفريخ الإرهاب في العالم، ولم نختلف كثيراً على هذا. الاختلاف كان على بداية المرحلة الحالية من تاريخ مصر المعاصر، والتي شهدت تسارعاً في أسلمة كل ما هو مصري والتضييق على كل ما هو ليس إسلامياً مما أدى إلى نزوح أعداد كبيرة من الأقباط إلى بلاد المهجر وتغير المجتمع المصري شكلاً ومضموناً. كان رأيي أن عصر السادات كان بداية هذا التسارع بعد أن أطلق السراح لتيارات الإسلام السياسي لإحداث ’توازن‘ مع خصومه السياسيين من التيارين الناصري والاشتراكي، بل وقام بدعم هذه التيارات وخصوصاً في الجامعات، ونعرف أن الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح كانت له مواجهة مع الرئيس الراحل السادات سنة ١٩٧٧ كان وقتها رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وهو ما يعكس انتشار التيار الإسلامي في الجامعات في السبعينات، وكان يعترض فيها على عزل الشيخ محمد الغزالي من منصبه في مسجد عمرو بن العاص حيث كان شباب الجماعة الإسلامية يحضرون درسه كل جمعة.